بلدي نيوز – ريف دمشق (سما مسعود)
تحاول قوات النظام منذ تشرين الثاني 2012 اقتحام مدينة داريا في ريف دمشق الغربي، لكونها إحدى بوابات السلامة التي تؤمن العاصمة دمشق من الغرب والجنوب الغربي.
وقد أكد ناشطو المدينة أن داريا المحاصرة يسكن فيها ما يزيد عن 5000 مدني، لم يسمح النظام للأمم المتحدة إدخال مساعدات لهم عبر السنوات الماضية باستثناء مرة واحدة، حيث دخلت مساعدات أممية إلى المدينة المحاصرة؛ لكنها وبحسب ما أفاد الناشطون لا تكفي.
في حين حاولت الأمم المتحدة إدخال قافلة مساعدات طبية إلى المدينة المحاصرة، لكن النظام افتعل عراقيل لمنع إدخالها، وبالنهاية تم تفريغ حمولة القافلة على حواجز النظام المحيطة بالمدينة، وبحسب فيديوهات بثها ناشطو داريا فقد تم قصف المدينة من جهة دخول القافلة بـ11 قذيفة مدفعية ما أدى إلى استشهاد أب وابنه كانا في انتظار القافلة.
كما استنكرت الأمم المتحدة عدم سماح قوات النظام دخولها المدينة بالرغم من حصولها على موافقة مسبقة من دمشق.
عمد النظام إلى سياسية الأمعاء الخاوية في حربه مع ثوار داريا، بعدها تمكن من فصل مدينة داريا عن مدينة معضمية الشام فصلاً كاملاً، قاطعاً بذلك شريان الحياة الأخير لمدينة داريا، وتاركاً معضمية الشام وسط فكي كماشة؛ إما المهادنة أو القتل جوعاً.
وتمكن النظام في الأسابيع القليلة من اجتذاب بعض "المقاتلين في صفوف الفصائل الثورية" داخل المدينة، حيث أعلنوا انضمامهم إلى قوات النظام وأصبحوا بحسب الفيديوهات التي بثوها مقاتلين في صفوفه.
حيث صرح حينها أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم شهداء الإسلام قائلاً "البعض منهم سيء السمعة، ومتهم بتجارة الممنوعات، والبعض الآخر يبدو أنه من أصحاب النفوس الضعيفة ليقع ضحية ظروف الحصار القاهرة في المدينة"، بعدها بدأ النظام تجديد حملته على المدينة بعد هدوء نسبي على الجبهات.
نجح الثوار في الأيام الثلاثة القليلة في صد هجوم بري لقوات النظام استخدم فيه كاسحات الألغام ودبابات متطورة، بحسب ما أكد مركز داريا الإعلامي الذي أفاد بأن الثوار استطاعوا قتل 15 عنصراً من عناصر النظام إضافة لتدمير دبابة من طراز t72، وقتل عنصر جزائري الجنسية كان يقاتل إلى جانب قوات النظام.
ويزعم النظام بأن عناصر من "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة" متواجدون داخل المدينة وهذا ما نفاه أبو عبيدة، الذي قال بأن وجود "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة" ينحصر في جنوب العاصمة فقط.
وكانت تسريبات وصلت إلى ثوار درايا بحسب ما أكد كرم الشامي - الناطق باسم مركز داريا الإعلامي - تفيد بأن النظام السوري أبلغ الروس بأنه أمام خيارين في درايا، أولهما إدخال المساعدات الأممية إلى المدينة وسط قصف مدفعي واقتحام، وثانيهما إيقاف القصف عن المدينة ومنع دخول أي مساعدات ليموت أهلها جوعاً، منوهاً أن روسيا أشارت على النظام أن يأخذ بالخيار الثاني ويماطل في الخيار الأول.